top of page
أي خطوة راسخة مميزة للأمام لن تتم ولن تتحقق دون عملية إبداعية مستمرة ومتواصلة، لأن الإبداع في أبسط مفاهيمه وتعاريفه ودون الدخول في الجوانب العلمية هو: تقديم كل ما هو جديد ومفيد، والمقبول بين الناس أيضا وما يلبي الحاجة، وإعادة إنتاج ما هو موجود وتطويره أيضا.
إن أمعنا النظر نحو منبع الإبداع وآلياته وطرقه فإن أول ملاحظة سنجدها ماثلة أن التطور والتقدم والمعرفة وكسب العلوم وتسخير التقنيات، خضعت جميعا بطريقة أو أخرى لعملية إبداعية، لا يمكن تخيل أن كل ما هو متميز ومفيد وملهم حدث دون أن يكون هناك عملية إبداعية وقفت خلفه، وبما أننا قد نتفق على هذا الجانب، وهو أن فوائد الإبداع عظيمة ومتميزة، فالسؤال البدهي: ما الذي يحد من انتشاره في المجتمعات؟ وما الذي يمنع أن تكون العمليات الإبداعية هي الأساس في كل بيئة عمل والإطار لكل مهمة، ويكون الإبداع بمثابة أرضية يتم البناء عليها خلال مسيرتنا نحو المستقبل والتطور؟
هذا السؤال يكون له حضور أقوى عندما نلاحظ أن هناك أعمالا ومهام تتم وتعد مقبولة لكنها لا تحقق ما يتطلع له الجميع، بمعنى أنها مشاريع اعتيادية أو مكررة، وهي التي يمكن القول بأنها غير مبدعة، والفرق شاسع وكبير بين ما يقدم بتميز وإبداع وبين ما هو مكرر ونسخة معاد تصميمها دون أي تكلف أو تعب، ويتم التوجه نحو التكرر والتقليد لأن عملية الإبداع تتطلب توفر متطلبات عدة على درجة عالية من الأهمية جون هارتلي، مؤلف كتاب الصناعات الإبداعية، كيف تنتج الثقافة في عالم التكنولوجيا والعولمة، أوضح بعض هذه المتطلبات فقال «الوظيفة الاجتماعية للإبداع لا تتحقق لأن الأفراد مبدعون، لكن فقط حين يتوفر لمثل هؤلاء الأشخاص النمو، والمال، والبنية التحتية، والتنظيم، والأسواق، وحقوق الملكية، وعمليات واسعة النطاق يمكنها استيعاب ذلك الإبداع».
bottom of page
Comments